Hafiza Ibrahim

اتركيني من الخيال


وعيشي معي لحظة
العمر بيروح والثواني
من غير لهفة فرح
بتمر بلا ذكرى...


اتركيني من الخيال
ومن بوسات الحب البريئة
وفراشات الحقول
خبريني القصة اللي بيننا
هي حالة او علاقة
او هي مرحلة يمكن تطول
ما عاد يتحمَّل قلبي الوهم
ما عاد في مجال
انو الحلم يبقى حلم

صار لازم نحط النقط فوق الحروف
ونرسم سوى خطوات
العمر الهني..

اتركيني من الخيال
احكيلي الحكي الما بينحكي
ما تخجلي تتلبكي
قولي الحقيقةمن دون زينةو بهرجة....
مين انا بالنسبة الك
يا حياتي وكل عمري ودنيتي

خايف انا
خايف منك, عليكِ
لتزهقي شي مرّة
وتقولي انه اللقا بينا ما في مجال
والامل ينقطع يصير من المحال
ما بدي الضجر يملى قلبي بالغبار
ما بدي الملل يزحف على اوراق دفتري
وتنسي انك اجمل حقيقة لقيتها فييّ
بعيشها بكل نسمة هوا حاملة كلماتك الي
حاملة بسمة من شفافك ولهفاتك علييّ...


اتركيني من الخيال
وعيشي معى حقيقة الاحساس
وكوني معي , يا اعز الناس
رفيقة على درب الهوى مرة....
النار بقلبي ما رح تنطفي بكلمات
والشوق اللي بصدري تعبان من كثر البعاد
ما بيكفيه لا سؤال ولا جواب:
تيعرف درب الهوى بيناتنا
كيف بدو ينتهي ؟
مدي ايديك وضميني الك
وجوّات قلبي وبلهفتي
وبدفى حضني تنعَّمي. يا اغلى الغلال
خلي راسي يرتاح بحضن البوادي
على اغلى زهرتين برعموا باعلى التلال!!!

Read more...

Hafiza Ibrahim

أنا لا احد


انا وأحلامي ولِدنا في خيمةٍ
في غربةٍ منُذ سنينَ طويلةِ الامدْ .
زعزعَتْ اوصارَها النكباتُ
والليالي الدامساتُ
حتى آخر وتَدْ...
فيها جَدتي, أَوهنتْ الانتظارَ
بصبرِها وصمتِها,
حتى صاحَ الانتظارُ
غيظاً منها وشَرَدْ...
و أمي وردةٌ جوريةٌ
بين اشواكِ الذكرياتِ,
كزمرّدةٍ متفردةٍ في عُقْدْ...
عمّرتها خيمتي بنورِ الله
وشعشعتْ فيها فرحةُ الصِغارِ
من بينِ الدموعِ
ولداً تلِوَ الوَلَدْ ...
وزادَ النسْلُ رغمَ البؤسِ,
وإزدادَ الاملْ ,
في ان نكون يوماً ما
بعضُنا لبعضٍ سند ...
و كنتُ في حاضري
ماذا كنتُ ؟
لاجئاً مقيَّداً
رقماً في سجلِّ اللاجئين
مجرَّد تكملةِ عدد...

عشرون عاماً
مللتُ فيها الانتظارِ في طابور الاعاشاتِ.
كنت اقتات فيها أيامي و ساعاتي,
و أهجر فيها أحلامي وامالي,
التي كانت لا تحصى ولا تُعد...
عشرون عاماً
أفرُّ من ظلِّي ومن قدري
أُعربدُ في زقاقِ أسئلتي
كابتاً لشهوةِ الجواب او اللقاء
ولا أجدْ
عشرون عاماً
إنتميتُ للقهرِ والفقرِ بما فيه الكفاية..
فجاء يومٌ ظننتُ فيه أنني قادرٌ
على تغييرِ الحكايةِ, للأبد ..
فأنتمي الى حضارةٍ برّاقةٍ,
إلى بلدٍ آخرٍ
أبني فيه حاضراً افضلَ وغدْ...
فقررت ان أبتعد...
لم يكن من خيارٍ آخرَ في يديَّ.
فإحتمالي البُعدَ كان أهونَ عليَّ
من سَماعِ صُراخِ اطفالٍ جياعْ,
و رؤيةِ الدمِ المسفوحِ,
والقصاصِ و العقابِ
وذُليَّ المتراكم
كدوائرِ الدمعِ في مقلتيَّ...
عشرون عاماً تمزّقتْ من عُمري
بين هويتي وعيونهِم الزرقاء
على الحدودِ,حيث تنتحرُ اليمامة:
"من اين جئت ؟ ولِمَ أنت هنا؟"
....ويقذفني اليمُّ لأعتصرَ جواباً
من بين جَزْرٍ ومَدْ :
"أنا ابنُ ارضٍ غيّرَتْ معالمَ خريطتَها, السياسةُ.
ولِدْتُ هناك منبوذاً, وأبحث عن انتماء".
وترتسِمُ على وجوهِهم علاماتُ التعجبِ البلهاءِ
كأنني شبحٌ فرَّ من كتبٍ قديمة:
" لا ليس مكانُك بيننا,
فما بين خريطةِ منفاك.... والمقاييسِ الجديدةِ...
والحدودِ... والبلدْ , آســـــف !
فأنت لا أحدْ ."
وتُغلق مرّةً تِلو المرةِ
في وجهيَ الابوابْ..
يا سامعي ..
لماذا يُطرِبُكَ النُّواح ؟
والعصافيرُ التي إرتحلَتْ
تنشدُ الدفءَ بعيدا...
ما وفَّرتْها بارودةُ الصيدِ
فإقتُنصتْ من بينِ غيماتِ الشتاء.
يا راصدي..
أنهكَتني محاولاتُ السَفَرْ...
ما عُدْتُ أقوى على البقاءِ
في و كالة الغوث رقمً.
ما عدت اقوى على المضيِّ
في محاولات ترحالي والهرب...
الكلُّ يلفِظُني
وكأنني شيءٌ مُعاب
آهِ... يا ســـِـرَّ التعَبْ!! ....

ثلاثون عاماً انقضت..
ثلاثون عاماً محاصراً
في دائرةٍ عنيدةٍ كسدْ.
تسحقُني في كل يوم
وأدور فيهاحول نفسي
باحثنًا عن أمل تقدَدْ .
حتى نفذ الصبرُ مني و الجَلَدْ..
فكان ان فكّرتُ في تزويرِ أوراقي !...
و كان ان زوَّرتُ اوراقي!!
زوّرتُ اوراقي هذه المرة!!!
زوَّرتُ اوراقي , ومَضيت...
مع الريحِ بلا قيدٍ جريت..
لم أُكابِدْ مشقّاتِ الرحيلِ حينها
سافرتُ بطائرةٍ نفَّاثةٍ إلى ارضٍ بعيدةٍ
دون تعب او كبد..
وكان أن حطَّ بيَ الرِحال
هنا, في ارض جلاَّدي
حيث ترتقي الحريةُ
فيه الى صنعِ الجريمة
بلا قيدٍ ولا شرطْ..
في البدء ,
نادلاً في فندقِ الأعرابِ عملتُ!
أُقدِّمُ الخمرَ المحرّم,
وأسدُّ انفاسي تجنباً للقيء .
ولاحقاً, في حانةِ الغرباء
حسِبتُ نفسي سيداً
فشربتُها, وبكيت ...
أنا اين انا؟
وحديَ في ارضٍ غريبةٍ جدباء
قلَّ فيها من يوحِّدُ الفرْدَ الصَمدْ..
طالما سلَّمتُ فيها بأنني
خارجَ حدودِ خريطتي
خارجَ الزمانِ والمكانِ
و الاحلامِ والامالِ
كغصنِ غارٍ على مقبرةٍ رقدْ..

أربعون عاماً من الضياع
وامتي تتجرَّع من كأسِ علقمِها عزاء
أربعون عاماً
شاخت امتي فيها أربعين قرناً.
وخيمتي الشمطاء
ما زالت معلّقةً بين اخذٍ و ردْ .
أربعون عاماً,
لم يسعفني خلالها تحصيلي العلمي
ولا شهادةً ولاحسب لا نسب
في ايجاد فرصةٍ افضلَ للعيش
وللمال مدد..
فكان ان عملتُ في تجارةٍ سوداء
وجنيت مالاً لا يُحصى ولا يُعد!!
وتعقبت الرفاهية حتى الثمالة
وكنت لنفسي, فقط ,
لنفسي سَنَدْ ...
عشتُ حياتي هكذا,
في طولٍ وعرضْ
لم أعِرْ المفاهيمَ إنتباهاً
فإختلطتْ مبادئي بمعاييرِ التفاهةِ
وأصبحَ معشري, خصميَ ألألدْ...
تنصهرُ عروبتي في كلِّ يوم
وتذوبُ تحت اقدامِ حضارةِ الجُددْ...
وإنتمائي يضمحلُ,
فلا انا عربي, ولا انا غربي..
ولا انا من مِلَّةِ ذاك أو ذاك
نصفُ ميتٍ... نصفُ حيْ
ترمقني, فتحسَبُني مارداً
لكن ,بيني وبين نفسي دمعةٌ كئيبةٌ
تحفر سطراً وضيعاً
بين ماضٍ وغدْ...
يا صانعَ التاريخِ
لماذا إخترتَنا من بينِ آلافِ الأُمم ؟
حرَّقت فينا جراحَ الإنتماءِ للوطن
وذبحتَ فينا الأرض والعرض والعروبةَ والشيمْ
وأزهقنا فينا وبأيدينا , ما تبقَّى من مبادئٍ و قِيَم ..
يا صانع التاريخ
ما عُدْتُ أجرؤ على المضي إلى الامامِ
في الزحام والصخب....
.
خمسون عاماً مضت
واللجوءُ هويتي
وبائعُ الجرائدِ لا زال يلوِّحُ
ان القدسَ سوفَ تُصبح يهوديةً
علَّ يسمَعُهُ احدْ..
خمسون عاماً
تصرعني الاغنيات الباكيات بالنايات,
كعيون أُمي الدامعات عند الفراق لرؤيتي...
يصفعني نغم حزين على الكمان
والذكريات والحنين لإخوتي
آه , يا غربتي الثكلى ..
آهِ, يا اوتادَ خيمتي...
أنا كيف انا؟
أنا المهزومُ في داخلي
صوتأ تردَدْ,
كان صمتاً.. فتفجَّر.. وتفرّد
خذْ مالي كُلَّه وأعطني انتماء
أعطني وطني...
أعطني هويتي!!
آه ...
يا بلاداً أحببتُها قد لا تحبيني الان,
لكنك جنَّةُ مُقلتيَّ ...
يا بلاداً اثقلتْ فيَّ جراحاً ابدية
بعيدٌ عنك في بلادٍ غريبةٍ
مختبىءٌ
وربم اعاقْ,
لكنك فيَّ
تقزقزين لُبَّ أنفاسي وآهاتي
وتلعبين كما تشائينَ
في نبضات قلبي وساعديَّ

ستون عاماً مرَّت
و ما زالت حيرتي تزداد
كُلَّما ضاقتْ بي الدنيا
والفكرُ شردْ..
ستون عاماً,
وطأتُ خلالها ثرى كلِّ الكُرةِ
من جبالٍ و سهولٍ وصحارى
وروحي لا زالت تطوفُ حول ذرَّاتِ تُرابك
كمن صلَّى وعبَدْ..
ستون عاماً ,
وما زال الدربُ امامي
مبهماً يلفُّه الضبابُ,
و العذابُ والوهنْ....
تُرى؟!
أفلَنْ يَطِل الفجرُ يوماً
فأفترشُ فيه سُندسَ مرجِك
والتحفُ نعمةَ شمسِك
فأمحوا تعاستي وارتاحُ ,
حتى, ولو تحت ترابِك للأبد ؟؟
أم سأبقى هكذا , ما بين خريطة منفاي..
والحضارات الجديدة.. والحدود.. والبلد..
شبحٌ بالكادِ يُرى , كأنني لا أحد
رقمٌ في سجِّل اللاجئين
ويوماً ما
قد ينقُصْ العَدَدْ...!!!

Read more...

Hafiza Ibrahim

تعبت


تعبتُ...
تعبتُ من الايام تأخذني وتطويني
واهيم في اوهام اعلوها ,فترميني
فلا نغمٌ يُونسني , ولا سمرٌ يُسَليني,
و اسئلةً تُؤرقني , واجوبةً تُجافيني,
فلا القى صباح غدٍ وحِرابُ السهدِ تُضنيني...

كريشةٍ في مهب الريح افكاري تُناديني.
واشعاري مشرّدةٌ اكتبُها فتمحيني
وطيفٌ في مُخيلتي يُطاردني , يُقارعني,
يُكبلني مع الاشواق يُصارعني ويُدميني
ويحاصر كلَّ احلامي كسجينٍ في الزنازين...

تعبتُ ...
من ساعاتٍ بلا هدف ,بلا امل, بلا حُلْمٍ يُلاقيني
فما بعدَ الفراغِ المرِّ, سوى حُزنٍ يُواسيني..
وآها ةٍ تُؤججُني وادمِعَةٌ تُطفيني
و زفرةٌ من هواجسِ لبٍّ ثار كالبراكينِ
فلمْ يُروى له ظمأٌ فذاب لوعةً بحنيني...

تُطالعُني عيونُ القوم فطورا ما تلاطفني
واطوارا تقاطعني, تعاديني
و تحنو يدٌ على كتفي , فأحياناً تؤازرني
و احيانا تؤنبني , تحاكمني تقاضيني.
فالآمي تُبعثرنُي أُخبؤها فتعصُرني ,
أمزقها, تُفتتُني ,أُضمدها فتُرديني
ويستبدُ بي الظلامُ كأعمى في الميادينِ...

تعبتُ...
و موجُ الحيرةِ يَؤرجحني ويأبى ان يُجاريني
فكلُّ عُهودِنا ضاعت وريحُ البُعدِ يلويني
فهواك اصبح اعصاراً يحاوطني, يبعثرني
ونارُ الشوقِ تلسعُني, فتُلهِب عمري وسنيني.
فما بعد الفراقِ عنك يُفرحُني و يُحيني؟؟...

وهكذا, تمرُّ بي الافكارُ تذبحُني كالقرابينِ
واللهفاتُ ما لبثت تُراودني وتَغويني
والذكرياتِ تغمرُني و من ثم تفارقني
اجمعها فتطرحني , اضربها فتقسمني.
لبعض الوقت تهجرني...
و من ثَمَّ ُتناجيني...
ويستمر بي العذابُ توهاً في شرايني
فمتى يا راحةَ البالِ ,ولو مرّة تَزوريني ؟؟؟
ونوُرُ الصبرِ يغمُرني ولو بُرهة فيهديني؟؟!

تعبتُ,
فما برأيك ,على قيدِ الحياة حتى الان يُبقيني,
سوى حلمُ اللقاءِ بك؟؟ عسى الاحلامُ تَرويني ...
أُمنِّي النفْسَ بالآتي , أُلاقيك تُلاقيني
وأَنعم بين راحتيك بدفىئ كان يَحويني
فأسمو في صدى علياه بوصالِ حُبٍّ يُغنيني
وأُغدق عليك من لهفي ومن اشواقي وحنيني...

Read more...

Hafiza Ibrahim

غـــــزة هـــــاشــــم


حصروا غـزَّة بعقر ديارها
حصـروا غــزَّة بســـجن مكبَّر ,
و قـالوا:" غـزَّة مـا تتحمَّــل شــــكَّة إبره , أصغر هــزَّة
ما تتحمل ضربة معول !"

قالوا لغــزَّة :" موتي غزَّة شـويَّة شــويَّة,
موتي غزَّة من غيــر ضجَّة,
قطعــوا عنها حتى الميه
وقالوا:" جناحها لازم يُكســر لازم غزَّة تجوع وتعـرى
حتى عن العـــزَّة تتخلَّى !!

صـــاحت غزَّة :"و ربِّ العِزَّة , ما اتحــولْ
لازم اقــاوم وعيون اولادي تتحــررْ !!"
قــالت غــزَّة:" ما استســـلمْ , ما اتنازلْ ,
و اللــه يشــهد , اللــه يشــهد عزَّ و جــلَّ
شــوكة غــزةَّ مــا تتكســــرْ !!"
و صارت غزَّة عم تتلقى جمر ونــارْ
وصــارت غــزَّة مهد الشــهداء في كل شارع وفي كل دارْ
و موقف غزَّة ما يتبدلْ "حُرَّة , حُرَّة , رغم النــارْ !!"

إجتمعتْ قمة حتى تدوُّن:
"موتك غزَّة , قدر مقدَّر ,
و فتح المِعبر , مش هالساعه
بعد جنازك , رح يتقرَّر !!"

لكن غزَّة هاشــم رفضتْ ,
يقولوا عنها , إنها إنتحرتْ وعن كرامتها إنها تخلَّتْ.
غـــزَّة هاشــم حفرتْ قبراً دفنتْ فيه كل مذلَّة.
والاول مرة التاريخ يشهد عين تقاوم مخرز !!"

و هــبَّ الشــعب بكل الارض يَنصُر غزَّة
غضب العالم عـمـيتـفجــرْ:
" أُصمدي غزَّة ! وربُّ العِزَّة
تحت جراحك عرش الحاكم رح يتزلزلْ !!"
" أُصمدي غزَّة !" بكل العالم عمتترددْ
والحلم العربي المكســور , اي متي يبدأ يتبلور !!

و مشهد غزَّة يوم بيوم جمرة حمراء
وموقف غزة ما يتغيَّر, ما يتبدَّل, وما يتقدَّرْ ..
وبصوتها انين مدوِّي , وبعيون غزَّة دمعة بتكبرْ
دمعة سُخنة بتنزل حرَّقة
و الغصَّة تعصر جواتها :" وين إخواني ؟
وينك مكــة , وينك أ زهـــر؟؟"
و عجنابها الاطفال من سنين تصرِّخ :
" ما في حاكم بهالامة يقدر يفتح حتى معبر؟؟!!"

لكن غزَّة رغم الغصَّة,
بتحمي شــرف الامة الاكبرْ
ورائحة غزة ما تتغيَّر
رائحة غزَّة مســك وعنبرْ
في شــريانها نبض العزَّة
و دمها النازف نهر الكوثرْ.
ماضي وحاضر وبالمستقبلْ
شـــوكة بعين الاعداء دايم
شوكة غزَّة ما تتكسَّرْ
واللـــه يشــهد عزَّ وجلَّ
غزَّة هاشــم ماتستسلمْ
وشوكة غزَّة ما تتكسـَّـــرْ !!!

Read more...

Hafiza Ibrahim

سيدة من بلادي
يُذهلني صبرُكِ يا امرأةً
تتحدَّي فيه الاقدار
لا الخوفَ يُثني عزيمتَكِ
لا القهرَ يَحِدُّ الاصرارَ
يا إمرأةً من رحمك تولدُ
أجيالٌ تَمْحَقُ إعصاراَ

يا زهرةً تُنبتُ أشجارًا
أجيالَ الغد الابرار
فتزرعُ منازلَها مجداً, خُلُقاً
وفَضلاً, وفَخار

ما أسمى حنانَكِ يتدفّقُ
وهجاً يتشعشعُ يتبلورُ
يتلالاءُمِثل الاقمار

يا إمرأةً تحملُ وجهين

نهارك شمسٌ مشرقةٌ
توزّعُ فرحاً وسروراً
غيرُ آبهةٍ بالحرِّ, بالقرِّ
بهمومِ الدنيا
وتمضي عبرَ الاخطارْ
لكن
في الليل حزنكِ يعصرني
يا أمرأةً, تجلس صامتةً في الليل
حزنُكِ يعصِرُني
تُخفيه تحت لثام البِرِّ
وتُعِّدي العُدَّةَ للغد
بقليل جداً من زادٍ
بكثير ٍ جداً من صبرِ
والهمُ يذهلُ ينتظرُ
جولاتٍ معك ولا يربحْ
صولاتٍ معك, فينهزمُ
وبصمتٍ , تدعين الرحمان
تاليةً من بينِ الكفين
تعاويذَ المولى الجبارْ

أحببتُ فيكِ سيدتي
همساتٌ تتراقص نغماً
وقولاً يُلغي الاشعار
في كفكِ, دفءٌ وعطاءٌ
حلم ,و حب و وقارْ
قدماكِ تحتَها جناتٌ
إن وطأتْ تترك آثار
لك مني تحياتٍ
عطرة
حبـــــــاً
وبـــــِراً
وإكبـــارا

Read more...

Hafiza Ibrahim

يوم كنتَ بقربي


نَسًيْتُ أوراقي وكُتُبي.
نَسيتُ إلى أين الزمانُ يَسيرُ بي.
نَسيتُ من أين يبدأُ دربي...
ولم أعدْ أذكرُ سِوى , أنكَ قُربي !

تُمطرُني كلماتٍ عسليةً أرقُبُها
تَمُرُّ على مسامعي – مرَّ الكِرام-
دون أن تطرقَ ابوابَ أُذني .
نظراتُك , رعشاتُ يديك تُثيرُني وتأسرُني !!
...
وتعلقُ عيناي على شفتيك,
انفاسُكَ سحابُ دخانٍ, يطوفُ بي, يُكبّلُني,
حلقاتٌ في الهواء أرقُبُها...
تَتكسَّرُّ امواجاً على حضني ..
وأنسى كلَّ شيءٍ سوى , أنك قُربي!

من خلفِ حاجزٍ شفَّافٍ تُجادِلُني
بنظراتٍ حادةٍ تُجرّدني , تُحاورني
بلفتاتٍ مبهمةٍ تَحنو عليَّ , وتسألني !!


فتهرب مني المفرداتُ واللغة,
وتضيعُ مني الكلماتُ والجملُ المنمَّقة
ولا يُسعفني إلا طيفُ إبتسامةٍ
إرتسمت على شفتيَّ من تلقائها
فقط , لأنك معي , ما تزال بقربي !

أرتشِفُ هذا السيلِ المنبعثِ من جنباتِك,
من تدفُقِ حركاتِك, سكناتِك
أخترِقُ هذا الصدرَ الفسيحَ,
الذي يحمل الكثيرَ من الحنان والحنين
وقلباً جنيناً يدندنُ كناقوسٍ مجنون,
ليفضح لهفاتِك !
أنت , يا من لا تزال بقربي !

قويٌّ, بسيطٌ, عنيفٌ, لطيفٌ,
جسورٌ, رهيفٌ ..أنت كلُّ هذا
فإن تماديتُ بحلمي فلا تسل" لماذا"؟
عزيزي ..
انت في كلِ شيء عظيم ...
...
واستسقي مرآك بكل خضوعْ...
أحفره في هيكلِ قلبي الخَشُوع...
كلمةً وصورةً ونورَ شموع
وأُهِيلُ رماداً على نارٍ مريد
فقط..
كي لا انسى يوما كنتَ فيه بقربي !!

Read more...

Hafiza Ibrahim

كفى


فتاة الحقول وبنت الربى, هيهات قلبي ان يقربَ
أراك سعيدة بفرع الصبا, فهلاّ اتيت لأحضاني ؟
فتاة الحقول بين الزهور تشم العبير تعبُّ الشذى
من فم زهرة لزهرة تطير وتخطر دوماً بثوب حرير
يهفهف جزلا من حولِها!!

فتاة الحقول تحاكي الطيورَ بجانب قرميدِ بيتي القديم,
وفي وجهِها بسمةٌ ونضرة وردة ورمشٌ كحيلْ.
بخصر يميل وشَعْرٍ يطير وثغرٍ يحاكي الغديراالجميل,
ويُعلن ملء الفضاء والسماء بـأن الالـهَ عزيــزٌ جلـيل!!

فتاة الحقول وأُخت السواقي, هَلُمّي إليَّ , وحاكي عيوني.
كفاك تَمُرّين , ولا تَخطرين بلحظِ هواك , ولا تلمحين ..
أطلي عليَّ, فملءُ يدي حلمٌ كبير يريدُك ان تُشركيه العبير
ولحنَ الاغاني وكُلَّ الطيوب !!

فتاةَ الحقول , و شمس البوادي
كفاك لهواً بأشعاري, فلا تلومي خيالي الشريد :
يبني قُصُوراَ ذواتِ قناطِرَ , ذواتِ جنائن حُبٍ وثير.
فلا تتركيني أسيرَ هواك , ولا ترفضي الحبيب الحنون !!

فتاة الحقول , فتاة السهول , كفاك لعباً, و لهوا, و رقصاً
حني عليّ , وقولي: لديّ أسيرٌ حميم...
تملكتِ قلبه وحِرْتِ بحبه ولا من سبيلْ.
تعالي اليَّ وبين يدي ترخين شالَ الحرير الطويلْ
وبين يديك أُضمومةُ زهرٍ وشمسُ أصيلْ !!

Read more...

Hafiza Ibrahim